سوق الوراقين ببغداد الماضي الثقافي الذي فقد البريق
سوق الوراقين تحول إلى دمار (الجزيرة نت)
فاضل مشعل-بغداد
فقد سوق السراي أو سوق الوراقين البغدادي
العريق الذي بيعت فيه أول رزمة كتب أواخر العصر العباسي بريقه جراء
الانفجار الأخير الذي أدى إلى تدمير معظم المكتبات والمطابع وبقايا مباني
الصحف العراقية التي عاصرت عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
تتطاير من بين معاول المنقذين بقايا كتب
محروقة وقصاصات متطايرة ربما تكون كل ما تبقى من مجموعة دستوفسيكي أو
أغاني أبو الفرج الأصفهاني حيث اعتاد العراقيون أن يبدؤوا مشوار الحوارات
بينهم في طريق التجوال من جوف السوق إلى مقهى الشاهبندر أو مقهى البرلمان
أو مقهى الزهاوي بمجاورة محل الحاج زبالة أبو الشربت منذ أكثر من سبعة إلى
ثمانية عقود.
وليس أحمد العاني صاحب إحدى المطابع
وأبوه وإخوته هم فقط من رفع لافتة الحداد على أرواح من مات من أصحاب
المكتبات العريقة في الانفجار، إنما رفع الكل لافتات مماثلة تنعى محمد
حياوي صاحب مكتبة النهضة الذي ذهب كل ما بناه منذ العام 1954 حتى الآن
هباء.
بقايا كتب متناثرة على الشارع(الجزيرة نت)
أيام المغول
ويقول
السيد محسن الصراف الذي يمتلك مطعما صغيرا داخل السوق بجوار المقهى الذي
اعتاد الكثير من أدباء وكتاب العراق الجلوس فيه كل يوم جمعة، إن ما حدث
يشبه ما حدث في سبتمبر/ أيلول 1258 عندما غزا المغول بغداد وأحرقوا الكتب
والمكتبات وألقوا بها إلى نهر دجلة الذي اصطبغ بلون الحبر الأزرق.
وبينما كان العشرات من الباعة المتجولين
الذين يفترشون صباح كل يوم جمعة الشارع بكتبهم عند أبواب المكتبات الكبرى
لا يجدون موطئ قدم جديد بين فوضي الدمار وهم يجوبون الشارع رواحا ومجيئا
لا يدرون ماذا يفعلون، كان الحاج إسماعيل طه خليل بائع المستلزمات
المكتبية الذي نجا هو ومحله الصغير من الانفجار يضع طربوشه وهو يتجول بين
أشلاء ما تبقى من السوق.
وأوضح الحاج خليل أن هذا السوق ليس له
علاقة بالسياسة وليس له علاقة بالصراعات مهما كانت دوافعها، وتابع قائلا
"في هذا السوق عاش معظم الصحفيين العراقيين" معددا أسماء من ظل
يتذكرهم، من بينهم محمد مهدي الجواهري ونوري ثابت وهادي العلوي وسليم طه
التكريتي ومحمد حامد ومنير رزق وفائق بطي وحسن العلوي وصادق الأزدي وغيرهم.
وأشار خليل إلى أن هذه النخبة مرت من هذا
السوق وابتاعت شيئا من مكتبة المثنى وصاحبها الحاج محمد قاسم الرجب، أو
مكتبة النهضة التي أسسها الحاج عبد الرحمن حياوي الضابط السابق في الجيش
العراقي بعد تقاعده من الخدمة عام 1954، وقد دمرت تماما في هذا الانفجار.
سوق الوراقين تحول إلى دمار (الجزيرة نت)
فاضل مشعل-بغداد
فقد سوق السراي أو سوق الوراقين البغدادي
العريق الذي بيعت فيه أول رزمة كتب أواخر العصر العباسي بريقه جراء
الانفجار الأخير الذي أدى إلى تدمير معظم المكتبات والمطابع وبقايا مباني
الصحف العراقية التي عاصرت عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
تتطاير من بين معاول المنقذين بقايا كتب
محروقة وقصاصات متطايرة ربما تكون كل ما تبقى من مجموعة دستوفسيكي أو
أغاني أبو الفرج الأصفهاني حيث اعتاد العراقيون أن يبدؤوا مشوار الحوارات
بينهم في طريق التجوال من جوف السوق إلى مقهى الشاهبندر أو مقهى البرلمان
أو مقهى الزهاوي بمجاورة محل الحاج زبالة أبو الشربت منذ أكثر من سبعة إلى
ثمانية عقود.
وليس أحمد العاني صاحب إحدى المطابع
وأبوه وإخوته هم فقط من رفع لافتة الحداد على أرواح من مات من أصحاب
المكتبات العريقة في الانفجار، إنما رفع الكل لافتات مماثلة تنعى محمد
حياوي صاحب مكتبة النهضة الذي ذهب كل ما بناه منذ العام 1954 حتى الآن
هباء.
بقايا كتب متناثرة على الشارع(الجزيرة نت)
أيام المغول
ويقول
السيد محسن الصراف الذي يمتلك مطعما صغيرا داخل السوق بجوار المقهى الذي
اعتاد الكثير من أدباء وكتاب العراق الجلوس فيه كل يوم جمعة، إن ما حدث
يشبه ما حدث في سبتمبر/ أيلول 1258 عندما غزا المغول بغداد وأحرقوا الكتب
والمكتبات وألقوا بها إلى نهر دجلة الذي اصطبغ بلون الحبر الأزرق.
وبينما كان العشرات من الباعة المتجولين
الذين يفترشون صباح كل يوم جمعة الشارع بكتبهم عند أبواب المكتبات الكبرى
لا يجدون موطئ قدم جديد بين فوضي الدمار وهم يجوبون الشارع رواحا ومجيئا
لا يدرون ماذا يفعلون، كان الحاج إسماعيل طه خليل بائع المستلزمات
المكتبية الذي نجا هو ومحله الصغير من الانفجار يضع طربوشه وهو يتجول بين
أشلاء ما تبقى من السوق.
وأوضح الحاج خليل أن هذا السوق ليس له
علاقة بالسياسة وليس له علاقة بالصراعات مهما كانت دوافعها، وتابع قائلا
"في هذا السوق عاش معظم الصحفيين العراقيين" معددا أسماء من ظل
يتذكرهم، من بينهم محمد مهدي الجواهري ونوري ثابت وهادي العلوي وسليم طه
التكريتي ومحمد حامد ومنير رزق وفائق بطي وحسن العلوي وصادق الأزدي وغيرهم.
وأشار خليل إلى أن هذه النخبة مرت من هذا
السوق وابتاعت شيئا من مكتبة المثنى وصاحبها الحاج محمد قاسم الرجب، أو
مكتبة النهضة التي أسسها الحاج عبد الرحمن حياوي الضابط السابق في الجيش
العراقي بعد تقاعده من الخدمة عام 1954، وقد دمرت تماما في هذا الانفجار.