[size=16] نواكشوط
تأخذ زينتها استعدادا ليوم التنصيب، الشوارع تلمع، والزينات تنصب، الأعلام
الوطنية تملأ الشوارع الرئيسة، وحملات النظافة تطال الأوساخ التي تعتبر
جزء لا يتجزأ من المنظر العام للمدينة.
معسكرات المتسولين لم تسلم هي الأخرى من يد "التنظيف"، حيث شنت الشرطة الوطنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف "المستجدين".
[/size]
[size=16] رجال الشرطة شوهدوا يطاردون عدة عشرات من هؤلاء بغية اقتيادهم إلى محبس "في انتظار مغادرة الضيوف الأجانب" يقول أحدهم.
كان
نصيب الأسد من عمليات "المكيجة" لشارع جمال عبد الناصر الشارع الرئيس في
المدينة، وللشوارع المؤدية إلى قصر المؤتمرات، الذي سيستضيف "الحدث
التاريخي" على حد وصف موفد إحدى القنوات العربية.
سكان نواكشوط
يتساءلون "هل يستطيع العطار إصلاح ما أفسده الدهر؟"، هل تتمكن مساحيق
المجموعة الحضرية من إعادة رونق الشباب إلى المدينة التي لم تشب من كبر؟
يقول أستاذ في ثانوية تفرغ زينه، أم أن من حقها أن تنشد مع الشاعر "ودع
الصبا فلقد عداك زمانه" تتهكم طالبة جامعية.
الشارع المؤدي إلى
"سيت اسمار" الذي يمر أمام بقالة "Bana blanc" خلا من معالمه القديمة،
الكسيح صاحب دراجة المعوقين، السيدة السمراء الضخمة القسمات، "آلمودات"،
إنهم جزئية أصيلة من مشهد الشارع.. لماذا اختفوا؟ هل تقاعدوا عن
"العمل"؟.. تجيب السالمة بائعة النعناع القديمة هي الأخرى "لقد اختفوا
خوفا من الشرطة".
غير بعيد عن السالمه التي ذهبت تروج نعناعها، ينهمك
عدد من العمال في طلاء رصيف الشارع بمختلف الألوان، يريدون "أن تكون
الشوارع قوس قزح على الأرض" يعلق أحد رواد البقالة، التقعرات الكثيرة في
الشارع تسد بالأسفلت، والعاملون يسابقون الزمن قبل يوم الخميس.
هو
يوم متميز أو هكذا يراد له، ويراد له أيضا أن يتلاءم مع أهمية الحدث،
"تنصيب أول رئيس يأتي إلى السلطة عبر أول انتخابات لا يدور حولها اللغط"
يقول أحد الصحفيين. ولم لا.. ألا يحظى استلام ولد الشيخ عبد الله لمقاليد
القصر الداكن باهتمام دولي بالغ؟ أليس يحضره بعض القادة الأجانب؟ ألا ينظر
إليه باعتباره حدثا مفصليا في مجمل التاريخ العربي؟ يتساءل أحد داعمي ولد
الشيخ عبد الله.
وفي الجانب الآخر يستهجن بعض ساكنة نواكشوط حملة
التنظيف والتلميع المؤقتة ويعتبرونها امتدادا لعهود تسويق الدعايات
للاستهلاك الخارجي، وتضيف فاطمه "لقد تعودنا تنظيف العاصمة كلما اقتربت
ذكرى الاستقلال، أو كان هناك زيارة لأحد القادة الأجانب، إنه تنظيف موضعي
إرضاء لعيون الضيوف، سرعان ما تعود تلال الأوساخ والأغنام والحمير السائبة
والمتسولين إلى وسط العاصمة، وكأن شيئا لم يحدث".
هدوء نواكشوط سوف
تخترقه بعد غد إحدى وعشرون طلقة للمدفعية الوطنية، وألعاب نارية وعشرات
الزغاريد المبحوحة، ودعوات تضج بها موريتانيا أن يجعل العهد الجديد عهد
يمن وخير.
بعد غد الخميس سوف يطلق العسكر الذين مكثت البلاد في
عصمتهم ثلاثين سنة القصر الرمادي، ويعودون إلى ثكناتهم.. "أليس يوما
عظيما" يتساءل أحد الزملاء. [/size]
تأخذ زينتها استعدادا ليوم التنصيب، الشوارع تلمع، والزينات تنصب، الأعلام
الوطنية تملأ الشوارع الرئيسة، وحملات النظافة تطال الأوساخ التي تعتبر
جزء لا يتجزأ من المنظر العام للمدينة.
معسكرات المتسولين لم تسلم هي الأخرى من يد "التنظيف"، حيث شنت الشرطة الوطنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف "المستجدين".
[/size]
[size=16] رجال الشرطة شوهدوا يطاردون عدة عشرات من هؤلاء بغية اقتيادهم إلى محبس "في انتظار مغادرة الضيوف الأجانب" يقول أحدهم.
كان
نصيب الأسد من عمليات "المكيجة" لشارع جمال عبد الناصر الشارع الرئيس في
المدينة، وللشوارع المؤدية إلى قصر المؤتمرات، الذي سيستضيف "الحدث
التاريخي" على حد وصف موفد إحدى القنوات العربية.
سكان نواكشوط
يتساءلون "هل يستطيع العطار إصلاح ما أفسده الدهر؟"، هل تتمكن مساحيق
المجموعة الحضرية من إعادة رونق الشباب إلى المدينة التي لم تشب من كبر؟
يقول أستاذ في ثانوية تفرغ زينه، أم أن من حقها أن تنشد مع الشاعر "ودع
الصبا فلقد عداك زمانه" تتهكم طالبة جامعية.
الشارع المؤدي إلى
"سيت اسمار" الذي يمر أمام بقالة "Bana blanc" خلا من معالمه القديمة،
الكسيح صاحب دراجة المعوقين، السيدة السمراء الضخمة القسمات، "آلمودات"،
إنهم جزئية أصيلة من مشهد الشارع.. لماذا اختفوا؟ هل تقاعدوا عن
"العمل"؟.. تجيب السالمة بائعة النعناع القديمة هي الأخرى "لقد اختفوا
خوفا من الشرطة".
غير بعيد عن السالمه التي ذهبت تروج نعناعها، ينهمك
عدد من العمال في طلاء رصيف الشارع بمختلف الألوان، يريدون "أن تكون
الشوارع قوس قزح على الأرض" يعلق أحد رواد البقالة، التقعرات الكثيرة في
الشارع تسد بالأسفلت، والعاملون يسابقون الزمن قبل يوم الخميس.
هو
يوم متميز أو هكذا يراد له، ويراد له أيضا أن يتلاءم مع أهمية الحدث،
"تنصيب أول رئيس يأتي إلى السلطة عبر أول انتخابات لا يدور حولها اللغط"
يقول أحد الصحفيين. ولم لا.. ألا يحظى استلام ولد الشيخ عبد الله لمقاليد
القصر الداكن باهتمام دولي بالغ؟ أليس يحضره بعض القادة الأجانب؟ ألا ينظر
إليه باعتباره حدثا مفصليا في مجمل التاريخ العربي؟ يتساءل أحد داعمي ولد
الشيخ عبد الله.
وفي الجانب الآخر يستهجن بعض ساكنة نواكشوط حملة
التنظيف والتلميع المؤقتة ويعتبرونها امتدادا لعهود تسويق الدعايات
للاستهلاك الخارجي، وتضيف فاطمه "لقد تعودنا تنظيف العاصمة كلما اقتربت
ذكرى الاستقلال، أو كان هناك زيارة لأحد القادة الأجانب، إنه تنظيف موضعي
إرضاء لعيون الضيوف، سرعان ما تعود تلال الأوساخ والأغنام والحمير السائبة
والمتسولين إلى وسط العاصمة، وكأن شيئا لم يحدث".
هدوء نواكشوط سوف
تخترقه بعد غد إحدى وعشرون طلقة للمدفعية الوطنية، وألعاب نارية وعشرات
الزغاريد المبحوحة، ودعوات تضج بها موريتانيا أن يجعل العهد الجديد عهد
يمن وخير.
بعد غد الخميس سوف يطلق العسكر الذين مكثت البلاد في
عصمتهم ثلاثين سنة القصر الرمادي، ويعودون إلى ثكناتهم.. "أليس يوما
عظيما" يتساءل أحد الزملاء. [/size]