[size=16] ينشط
عشرات العمال في وضع اللمسات الأخيرة على تجهيز منزل رئيس المجلس العسكري
الذي سيسلم السلطة اليوم لخلفه المنتخب في اقتراع 25 مارس الماضي، المنزل
المهجور منذ 3 أغسطس يشهد تواجد خلايا نحل في عمل دؤوب استباقا لعودة
ساكنيه الذين طال عهدهم به.[/size]
[size=16] لم
يشهد التاريخ الموريتاني أن رئيسا غادر السلطة إلا إلى السجن أو المنفى،
بدأ من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، الذي كان ضيفا على السجن لمدة
سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما بالتحديد في مدينة ولاته بأقصى شرق البلاد
قبل أن يستقر به الحال في نيس بالريفيرا الفرنسية على الضفة الشمالية
للمتوسط، مرورا بالمصطفى لد محمد السالك الذي أذاقه رفاق السلاح مرارة
السجن، وولد هيداله الذي سجنه قائد أركانه ولد الطايع أربع سنوات في أماكن
متفرقة من الوطن، وانتهاء بالرئيس السابق، الذي صار رئيسا أسبق ، الذي خرج
معزيا إلى السعودية، ولم يعد لحد الساعة، ويبدو أنه استمرأ الإقامة في
شيراتون الدوحة، رغم ترحيب السلطات الانقلابية المتكرر به لو عاد،
وتأكيدها أنه سيتمتع بمعاملة رئيس سابق.
المنزل القريب من القصر
الرئاسي سوف يمنح ولد محمد فال فرصة افتقدها منذ قيامه بانقلابه على ولد
الطايع، وهي فرصة إعادة الدفء إلى علاقته الحميمة مع الكتاب، الذي يعتبر
الرجل من أكبر مستهلكيه في البلد على حد توصيف العارفين به.
بالتأكيد
لم تسمح مشاغل إدارة بلد كان "على وشك الانفجار، بعد سنوات من الحكم
الشمولي"، كما جاء في البيان الأول لمجلس ولد محمد فال العسكري، للعقيد ذي
التكوين القانوني، الضليع في لغة مونتسكيو وموليير وكامو وسارتر،
بالانفراد مع القراءات التاريخية التي يشغف بها.
جيران الرئيس
"السابق"-من باب اعتبار ما سيكون- لا يخفون ابتهاجهم بعودة الرجل إليهم،
وينكت بعض الموريتانيين بأنه عليهم أن يجهزوا "التاكشيت" التي تعد عادة
موريتانية أصيلة في الترحيب سواء بالجيران الجدد أو القدماء العائدين بعد
غياب.
ولد محمد فال، الذي يتوقع أن لا يخلد إلى الراحة نتيجة فضولية
زملاء مهنة المتاعب الذين سوف يطاردونه إلى المجهول سعيا وراء لقاء أو
دردشة أو حتى اقتناصا لصورة، يقول ردا على سؤال أحد الصحفيين عن برنامجه
بعد تسليم السلطة لولد الشيخ عبد الله "دعوني أولا حتى أسلم السلطة"، يبدو
أن الرجل يجابه الصحفيين بسلاحه القديم، فهو كتوم من الطراز الأول.
منزل
ولد محمد فال سوف يغدو في الأيام الموالية لتسليمه السلطة محجة للمهنئين،
من الأصدقاء والوجهاء والفاعلين السياسيين، أحد الصحفيين يتمنى علي العقيد
أن يكتب مذكرات عن قصة المرحلة الانتقالية ودوافع الانقلاب ومجرياته.
بين رئيس يودع القصر الرمادي، وآخر يدخله تكون موريتانيا قد دخلت مرحلة جديدة، ليس لها بمثلها عهد، ترى ماذا تخبئ تلك المرحلة؟.
[/size]
عشرات العمال في وضع اللمسات الأخيرة على تجهيز منزل رئيس المجلس العسكري
الذي سيسلم السلطة اليوم لخلفه المنتخب في اقتراع 25 مارس الماضي، المنزل
المهجور منذ 3 أغسطس يشهد تواجد خلايا نحل في عمل دؤوب استباقا لعودة
ساكنيه الذين طال عهدهم به.[/size]
[size=16] لم
يشهد التاريخ الموريتاني أن رئيسا غادر السلطة إلا إلى السجن أو المنفى،
بدأ من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه، الذي كان ضيفا على السجن لمدة
سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما بالتحديد في مدينة ولاته بأقصى شرق البلاد
قبل أن يستقر به الحال في نيس بالريفيرا الفرنسية على الضفة الشمالية
للمتوسط، مرورا بالمصطفى لد محمد السالك الذي أذاقه رفاق السلاح مرارة
السجن، وولد هيداله الذي سجنه قائد أركانه ولد الطايع أربع سنوات في أماكن
متفرقة من الوطن، وانتهاء بالرئيس السابق، الذي صار رئيسا أسبق ، الذي خرج
معزيا إلى السعودية، ولم يعد لحد الساعة، ويبدو أنه استمرأ الإقامة في
شيراتون الدوحة، رغم ترحيب السلطات الانقلابية المتكرر به لو عاد،
وتأكيدها أنه سيتمتع بمعاملة رئيس سابق.
المنزل القريب من القصر
الرئاسي سوف يمنح ولد محمد فال فرصة افتقدها منذ قيامه بانقلابه على ولد
الطايع، وهي فرصة إعادة الدفء إلى علاقته الحميمة مع الكتاب، الذي يعتبر
الرجل من أكبر مستهلكيه في البلد على حد توصيف العارفين به.
بالتأكيد
لم تسمح مشاغل إدارة بلد كان "على وشك الانفجار، بعد سنوات من الحكم
الشمولي"، كما جاء في البيان الأول لمجلس ولد محمد فال العسكري، للعقيد ذي
التكوين القانوني، الضليع في لغة مونتسكيو وموليير وكامو وسارتر،
بالانفراد مع القراءات التاريخية التي يشغف بها.
جيران الرئيس
"السابق"-من باب اعتبار ما سيكون- لا يخفون ابتهاجهم بعودة الرجل إليهم،
وينكت بعض الموريتانيين بأنه عليهم أن يجهزوا "التاكشيت" التي تعد عادة
موريتانية أصيلة في الترحيب سواء بالجيران الجدد أو القدماء العائدين بعد
غياب.
ولد محمد فال، الذي يتوقع أن لا يخلد إلى الراحة نتيجة فضولية
زملاء مهنة المتاعب الذين سوف يطاردونه إلى المجهول سعيا وراء لقاء أو
دردشة أو حتى اقتناصا لصورة، يقول ردا على سؤال أحد الصحفيين عن برنامجه
بعد تسليم السلطة لولد الشيخ عبد الله "دعوني أولا حتى أسلم السلطة"، يبدو
أن الرجل يجابه الصحفيين بسلاحه القديم، فهو كتوم من الطراز الأول.
منزل
ولد محمد فال سوف يغدو في الأيام الموالية لتسليمه السلطة محجة للمهنئين،
من الأصدقاء والوجهاء والفاعلين السياسيين، أحد الصحفيين يتمنى علي العقيد
أن يكتب مذكرات عن قصة المرحلة الانتقالية ودوافع الانقلاب ومجرياته.
بين رئيس يودع القصر الرمادي، وآخر يدخله تكون موريتانيا قد دخلت مرحلة جديدة، ليس لها بمثلها عهد، ترى ماذا تخبئ تلك المرحلة؟.
[/size]