لغرفة الضبابية على غير عادة بدت موحشة كمغارة عتيقة. كل شيء حولي يتكسر ينهار..
حتى الجدران أحسَّها تكاد تصفعني .. تطبق دفعة واحدة على صدري تتحول إلى
قبر يضيق بأنفاسي.. العتمة تغتال أحاسيسي، شبح مرعب يثيرني أحسُّ بالخوف
وكأن هناك في زاوية ما غولاً يريد أن يفترس بريق النور الباهت في عيني.
هرعت مسرعة.. فتحت الباب وأنا أحسُّ بوقع خطوات عنيفة تطاردني.. عفاريت
الظلمة تتبعني ، نعم إنها العفاريت لاشك.. تلك التي كنت أسمع قصصها
المرعبة كل ليلة قبل أن أنام عندما كنت صغيرة. أمن المعقول أنها الآن
أصبحت حقيقة وتعدت حدود الأسطورة.. لا ليس وهماً ماأحسَّه هذا الخوف الذي
يتملكني هذه الليلة. وأنا وحدي في ساحة الدار.. نظرت إلى السماء .. حتى
القمر اختفى وراء كتل من غيم أسود.. العتمة تلفُّ أرجاء المكان.. هناك في
تلك الزاوية شجرة الياسمين الصغيرة التي أحب.. ركضت نحوها أتلمسها .. لم
تكن موجودة ! أين اختفت ..! أمن المعقول أن الظلام ابتلعها أيضاً كما
ابتلع أشياء كثيرة كنت أعرفها..! أحسست بالضجر، أمن المعقول أني فقدت
البصر..! في تلك اللحظة برقت في وجوم ذاكرتي.. فكرة أن أوقد شمعة .. نعم
ولكن عدت أسأل نفسي أين أجدها في تلك العتمة.. بل كيف بإمكاني أن أحصل
عليها.. أحسست بالحيرة تأكلني .. وبرغبة كبيرة في البكاء.. ربما لأني
أحسست حينها بالخوف والعجز ركعت على الأرض .. وطمرت رأسي بين ركبتي.
تغلغلت نسمات باردة إلى خلايا جسدي، أحسست بالقشعريرة.. هبت عاصفة قوية ..
أصوات شتى تمازجت واخترقت جدران أذني كأنها قرع طبول في ساحة الوغى. وأنا
ألتفُّ على نفسي خوفاً.. برداً.. ماعدت أدرك حقيقة مشاعري حينها.. ولكن في
غمرة ماكنت أعاني تنبهت لأقدامٍ تطرق بنعالٍ قاسية.. تدك الأرض دكاً، تدور
حولي.. وجوه مرعبة.. شفاه تغمغم بأصوات لاأفهم لغتها وأنا في منتصف
الدائرة بتُّ ككومة رماد فحّمتها نيران الخوف والرعب. حاولت أن أستل النظر
وأنظر حولي إلى مايجري.. ماكنت لأتمكن من أن أفعل العتمة أغشت عيني..
شلَّت حتى مقدرتي على النهوض.. الأصوات باتت أشد وأعنف.. طرق الأقدام ..
كمطرقة تدقُّ رأسي.. ألم رهيب تملكني .. ألم ماعدت أدرك حقيقته، صوتي ..
بات مخنوقاً.. إحساس مرعب سكنني.. إني قد فقدت الحياة حقاً ولكن كيف
وأحاسيسي مازالت متنبهة لأدق تفاصيل معاناتي. فجأة التمع برق في السماء ..
مطر غزير.. هطل.. رفعت رأسي لأنظر إلى السماء تبللت وجنتاي بحبات المطر..
انتعشت، صرخت بأعلى صوتي وأنا أنهض متثاقلة أفتح عيني بإرهاق شديد لأرى في
عميق الظلمة خيطاً من نور كشعاعٍ اخترق العتمة التي كادت أن تبتلعني في
لحظات نزاعي الأخير. وبعد محاولة خلت فيها أني أضعف من أن أفتح عيني مرة
أخرى، استطعت أن أفتحهما رأيت وجهاً كأنه ملاك، ماكنت لأتمكن من الإمعان
في حقيقة تقاسيمه.. أمعنت النظر في الوجه الباسم إليَّ .. لأدرك أنه
الطبيب، يرطب وجهي بقطرات من الماء البارد .. يرددها هامساً: - الحمد لله
على السلامة. ماكنت أظن أن المخدر س يفعل فعلته بك لقد نجحت العملية. أخذت
نفساً عميقاً .. وأنا أحسُّ بالارتياح. ثم غبت عن الوعي في نوم عميق عميق
جداً، ماعدت أذكر كم طال.
حتى الجدران أحسَّها تكاد تصفعني .. تطبق دفعة واحدة على صدري تتحول إلى
قبر يضيق بأنفاسي.. العتمة تغتال أحاسيسي، شبح مرعب يثيرني أحسُّ بالخوف
وكأن هناك في زاوية ما غولاً يريد أن يفترس بريق النور الباهت في عيني.
هرعت مسرعة.. فتحت الباب وأنا أحسُّ بوقع خطوات عنيفة تطاردني.. عفاريت
الظلمة تتبعني ، نعم إنها العفاريت لاشك.. تلك التي كنت أسمع قصصها
المرعبة كل ليلة قبل أن أنام عندما كنت صغيرة. أمن المعقول أنها الآن
أصبحت حقيقة وتعدت حدود الأسطورة.. لا ليس وهماً ماأحسَّه هذا الخوف الذي
يتملكني هذه الليلة. وأنا وحدي في ساحة الدار.. نظرت إلى السماء .. حتى
القمر اختفى وراء كتل من غيم أسود.. العتمة تلفُّ أرجاء المكان.. هناك في
تلك الزاوية شجرة الياسمين الصغيرة التي أحب.. ركضت نحوها أتلمسها .. لم
تكن موجودة ! أين اختفت ..! أمن المعقول أن الظلام ابتلعها أيضاً كما
ابتلع أشياء كثيرة كنت أعرفها..! أحسست بالضجر، أمن المعقول أني فقدت
البصر..! في تلك اللحظة برقت في وجوم ذاكرتي.. فكرة أن أوقد شمعة .. نعم
ولكن عدت أسأل نفسي أين أجدها في تلك العتمة.. بل كيف بإمكاني أن أحصل
عليها.. أحسست بالحيرة تأكلني .. وبرغبة كبيرة في البكاء.. ربما لأني
أحسست حينها بالخوف والعجز ركعت على الأرض .. وطمرت رأسي بين ركبتي.
تغلغلت نسمات باردة إلى خلايا جسدي، أحسست بالقشعريرة.. هبت عاصفة قوية ..
أصوات شتى تمازجت واخترقت جدران أذني كأنها قرع طبول في ساحة الوغى. وأنا
ألتفُّ على نفسي خوفاً.. برداً.. ماعدت أدرك حقيقة مشاعري حينها.. ولكن في
غمرة ماكنت أعاني تنبهت لأقدامٍ تطرق بنعالٍ قاسية.. تدك الأرض دكاً، تدور
حولي.. وجوه مرعبة.. شفاه تغمغم بأصوات لاأفهم لغتها وأنا في منتصف
الدائرة بتُّ ككومة رماد فحّمتها نيران الخوف والرعب. حاولت أن أستل النظر
وأنظر حولي إلى مايجري.. ماكنت لأتمكن من أن أفعل العتمة أغشت عيني..
شلَّت حتى مقدرتي على النهوض.. الأصوات باتت أشد وأعنف.. طرق الأقدام ..
كمطرقة تدقُّ رأسي.. ألم رهيب تملكني .. ألم ماعدت أدرك حقيقته، صوتي ..
بات مخنوقاً.. إحساس مرعب سكنني.. إني قد فقدت الحياة حقاً ولكن كيف
وأحاسيسي مازالت متنبهة لأدق تفاصيل معاناتي. فجأة التمع برق في السماء ..
مطر غزير.. هطل.. رفعت رأسي لأنظر إلى السماء تبللت وجنتاي بحبات المطر..
انتعشت، صرخت بأعلى صوتي وأنا أنهض متثاقلة أفتح عيني بإرهاق شديد لأرى في
عميق الظلمة خيطاً من نور كشعاعٍ اخترق العتمة التي كادت أن تبتلعني في
لحظات نزاعي الأخير. وبعد محاولة خلت فيها أني أضعف من أن أفتح عيني مرة
أخرى، استطعت أن أفتحهما رأيت وجهاً كأنه ملاك، ماكنت لأتمكن من الإمعان
في حقيقة تقاسيمه.. أمعنت النظر في الوجه الباسم إليَّ .. لأدرك أنه
الطبيب، يرطب وجهي بقطرات من الماء البارد .. يرددها هامساً: - الحمد لله
على السلامة. ماكنت أظن أن المخدر س يفعل فعلته بك لقد نجحت العملية. أخذت
نفساً عميقاً .. وأنا أحسُّ بالارتياح. ثم غبت عن الوعي في نوم عميق عميق
جداً، ماعدت أذكر كم طال.