باب سيد أحمد سيداتي
لا يمكن لأي إنسان سوي في العالم أجمع، أن ينكر حقيقة أننا ـ دولة
ومواطنين ـ قد ربحنا رهانا تاريخيا وصنعنا لبلدنا وشعبنا سمعة وبريقا،
يمكن استثمارهما للتغلب علي مخلفات سنوات طويلة من خبطات دبلوماسيتنا
العشوائية وقرارات قادتنا البعيدة عن مصلحة الوطن وتجذير مكانته علي
الصعيد الدولي، فليس بإمكان أي مفكر أو متابع عربي أو غربي أن ينكر علينا
السبق الذي حققناه،
والإنجاز الديمقراطي النموذجي الذي بنيناه. ثم
إننا ـ وهذا مهم جدا ـ سنتحرر في ردودنا المستقبلية علي إساءات بعض مفكري
الشرق العربي ـ والتي تزايدت في السنوات الأخيرة ـ من إحالتهم علي ماضي
علمائنا وخصوبة صحرائنا الثقافية، وعبقرية آبائنا ومساهمتهم الفعالة في
إثراء ثقافة وحضارة أمتنا العربية، فقد صار بإمكاننا أن نبرز لهؤلاء
وغيرهم إنجازا فريدا حققناه، ونموذجا حداثيا أرسينا أسسه، وهو ما سنحاول ـ
رغم هامشيتنا ولعنة الجغرافيا التي نعاني منها ـ تسويقه والتأثير الإيجابي
علي مستقبل أمتنا من خلاله، فلقد أثبتنا للعالم كله أن بإمكان أفقر شعوب
العرب وأكثرها تخلفا أن ترسي نظاما ديمقراطيا، ويشهد العالم علي تنظيمه
لانتخابات ديمقراطية تعددية نزيهة، يتنافس فيها خصوم سياسيون علي أعلي
مناصب الدولة، يعرض كل منهم برامجه وينشر دعايته ويقيم نشاطاته الانتخابية
بكل حرية، ثم تتم عملية الانتخاب فيحبس كل الفرقاء أنفاسهم لا يدري أي
منهم سيخرج رابحا أم خاسرا، ثم تعلن النتيجة فيسارع الخاسر إلي تهنئة
الفائز، ثم يدعو الفائز غريمه إلي مشاركته في الحكم، والشراكة معه في تحمل
المسؤولية.
إننا من هنا، ومن خلال هذا الانجاز، نقول للأنظمة
الاستبدادية والشمولية العربية أن أكثر شعوب العرب تخلفا قد خرج من امتحان
الديمقراطية ناجحا وبميزة ممتاز، وأنه قد ازداد بالديمقراطية وحدة فكفي
وصاية علي شعوب أمتنا، فلا مجال بعد اليوم للاستمرار في إدعاء أن
الديمقراطية ستقضي علي الوحدة الوطنية، وتجذر الطائفية والمذهبية وتفتح
المجال للتدخل الأجنبي. وأن ليس أكثر خطرا علي وحدة الشعوب من قمعها
وتدجين نخبها وتوريث حكامها، فذلك ما يخلخل النسيج الاجتماعي، ويضعف
الولاء للوطن، ويفتح الباب بالتالي أمام التدخل الأجنبي.
لقد حان الوقت
للتوقف عن استحمار الشعوب كما حان وقت التوقف عن استعمارها في خمسينيات
القرن الماضي، وآن للشعوب العربية أن تمارس حقها في صناعة مستقبلها بنفسها
وإدارة شؤونها وفق مصالحها، آن لها أن تنتخب من بين أبنائها من يسير
أمورها، وآن لها كذلك أن تكون قادرة علي حجب الثقة عن من يسيء إلي قيمها
ومصالحها.
إننا من بلاد شنقيط، التي أسماها مفكرنا الكبير وأستاذنا
الجليل الخليل النحوي بلاد المنارة والرباط، نطمح إلي أن نكون اليوم منارة
للديمقراطية والحرية والتناوب السلمي علي السلطة في فضائنا العربي
والإفريقي كما كنا بالأمس منارة لإشعاع الإسلام وثقافة العرب في هذه
الربوع.
ہ مهندس وكاتب صحافي موريتاني
لا يمكن لأي إنسان سوي في العالم أجمع، أن ينكر حقيقة أننا ـ دولة
ومواطنين ـ قد ربحنا رهانا تاريخيا وصنعنا لبلدنا وشعبنا سمعة وبريقا،
يمكن استثمارهما للتغلب علي مخلفات سنوات طويلة من خبطات دبلوماسيتنا
العشوائية وقرارات قادتنا البعيدة عن مصلحة الوطن وتجذير مكانته علي
الصعيد الدولي، فليس بإمكان أي مفكر أو متابع عربي أو غربي أن ينكر علينا
السبق الذي حققناه،
والإنجاز الديمقراطي النموذجي الذي بنيناه. ثم
إننا ـ وهذا مهم جدا ـ سنتحرر في ردودنا المستقبلية علي إساءات بعض مفكري
الشرق العربي ـ والتي تزايدت في السنوات الأخيرة ـ من إحالتهم علي ماضي
علمائنا وخصوبة صحرائنا الثقافية، وعبقرية آبائنا ومساهمتهم الفعالة في
إثراء ثقافة وحضارة أمتنا العربية، فقد صار بإمكاننا أن نبرز لهؤلاء
وغيرهم إنجازا فريدا حققناه، ونموذجا حداثيا أرسينا أسسه، وهو ما سنحاول ـ
رغم هامشيتنا ولعنة الجغرافيا التي نعاني منها ـ تسويقه والتأثير الإيجابي
علي مستقبل أمتنا من خلاله، فلقد أثبتنا للعالم كله أن بإمكان أفقر شعوب
العرب وأكثرها تخلفا أن ترسي نظاما ديمقراطيا، ويشهد العالم علي تنظيمه
لانتخابات ديمقراطية تعددية نزيهة، يتنافس فيها خصوم سياسيون علي أعلي
مناصب الدولة، يعرض كل منهم برامجه وينشر دعايته ويقيم نشاطاته الانتخابية
بكل حرية، ثم تتم عملية الانتخاب فيحبس كل الفرقاء أنفاسهم لا يدري أي
منهم سيخرج رابحا أم خاسرا، ثم تعلن النتيجة فيسارع الخاسر إلي تهنئة
الفائز، ثم يدعو الفائز غريمه إلي مشاركته في الحكم، والشراكة معه في تحمل
المسؤولية.
إننا من هنا، ومن خلال هذا الانجاز، نقول للأنظمة
الاستبدادية والشمولية العربية أن أكثر شعوب العرب تخلفا قد خرج من امتحان
الديمقراطية ناجحا وبميزة ممتاز، وأنه قد ازداد بالديمقراطية وحدة فكفي
وصاية علي شعوب أمتنا، فلا مجال بعد اليوم للاستمرار في إدعاء أن
الديمقراطية ستقضي علي الوحدة الوطنية، وتجذر الطائفية والمذهبية وتفتح
المجال للتدخل الأجنبي. وأن ليس أكثر خطرا علي وحدة الشعوب من قمعها
وتدجين نخبها وتوريث حكامها، فذلك ما يخلخل النسيج الاجتماعي، ويضعف
الولاء للوطن، ويفتح الباب بالتالي أمام التدخل الأجنبي.
لقد حان الوقت
للتوقف عن استحمار الشعوب كما حان وقت التوقف عن استعمارها في خمسينيات
القرن الماضي، وآن للشعوب العربية أن تمارس حقها في صناعة مستقبلها بنفسها
وإدارة شؤونها وفق مصالحها، آن لها أن تنتخب من بين أبنائها من يسير
أمورها، وآن لها كذلك أن تكون قادرة علي حجب الثقة عن من يسيء إلي قيمها
ومصالحها.
إننا من بلاد شنقيط، التي أسماها مفكرنا الكبير وأستاذنا
الجليل الخليل النحوي بلاد المنارة والرباط، نطمح إلي أن نكون اليوم منارة
للديمقراطية والحرية والتناوب السلمي علي السلطة في فضائنا العربي
والإفريقي كما كنا بالأمس منارة لإشعاع الإسلام وثقافة العرب في هذه
الربوع.
ہ مهندس وكاتب صحافي موريتاني