الرئيسية
البوابة*
التسجيل
دخول
الخميس سبتمبر 23, 2010 5:02 am من طرف 
المختار السالم:
لم يولد عبدا لكنه ولد في شريحة "الحراطين" (الأرقاء السابقين)، أو ما يعرف اليوم في موريتانيا ب"العرب السمر" الذين يمثلون نسبة مهمة من الأغلبية العربية في البلاد (84%). ورغم أنه لم يولد عبدا ولم يمارس عليه الرق كغيره إلا أنه حمل مشعل تحرير العبيد الموريتانيين وتخليص مجتمعه من ظاهرة ظلت تثير الجدل وتتسبب في مشاكل اجتماعية كثيرة.
لم يولد عبدا لكنه ولد في شريحة "الحراطين" (الأرقاء السابقين)، أو ما يعرف اليوم في موريتانيا ب"العرب السمر" الذين يمثلون نسبة مهمة من الأغلبية العربية في البلاد (84%). ورغم أنه لم يولد عبدا ولم يمارس عليه الرق كغيره إلا أنه حمل مشعل تحرير العبيد الموريتانيين وتخليص مجتمعه من ظاهرة ظلت تثير الجدل وتتسبب في مشاكل اجتماعية كثيرة.
مسعود ولد أبو الخير، الذي ينتخب اليوم (الخميس) إن شاء الله كأول رئيس من العرب السمر للبرلمان الموريتاني، يحمل مسيرة نضال طويلة في المعارضة الموريتانية التي كان أحد أقوى أقطابها طيلة العشرين سنة الماضية. وهو يرأس حزب "التحالف الشعبي التقدمي" المكون من تحالف بين الناصريين وحركة "الحر" التي تتزعم ملف القضاء على مخلفات العبودية في موريتانيا.
ويعتبر مسعود (64 سنة) من أوائل مثقفي "الحراطين" في موريتانيا، وبدأ حياته السياسية كمناضل يساري، وكان من بين مؤسسي "حركة الحر" في الثمانينات من القرن الماضي، ليتجه بعد ذلك تدريجيا نحو العروبة في تحالف عاطفي مثير مع الحركة الناصرية الموريتانية، وهو التحالف الذي ظل الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع يعتبره "تحالف المتطرفين" فيما اعتبره مسعود تحالف الهوية العربية والقضاء على أمراض المجتمع الموريتاني والسعي لحلول توافقية ترفع الظلم عن العبيد السابقين وتقضي على بؤر الرق بكل أشكاله.
لم يحمل مسعود ولد أبو الخير فقط مشعل تحرير العبيد السابقين في بلاده بل حمل مشعل الحرية في جميع الميادين وكان خصما عنيدا لنظام ولد الطايع، وحارب بقوة على جبهة طرد "الكيان" الصهيوني من موريتانيا وترسيخ الديمقراطية وحرية الإنسان ومحاربة الفساد ورجاله.
ومن أجل ذلك تعرض ولد أبو الخير للاعتقال والسجن، وكان عرضة لحملات سياسية وإعلامية متواصلة من نظام ولد الطايع، الذي اتهمه بالسعي لتفريق العرب الموريتانيين على أساس لونهم، والإضرار بأمن الدولة فضلا عن بقية قائمة الاتهامات المعهودة في مثل هذه الحالات.
ولد مسعود ولد أبو الخير سنة 1943 بفرع "الكتان" التابع لولاية الحوض الشرقي (1200 كلم شرقي العاصمة نواكشوط)، حيث نشأ ودرس، ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة بنواكشوط (1975) ليتخرج منها إداريا مدنيا، وشغل عدة وظائف إدارية بالداخل بينها والي ولاية، قبل أن يعين وزيرا للتنمية الريفية في حكومة ولد الطايع بداية الثمانينات قبل أن تتم إقالته دون معرفة الأسباب، ليتحول إلى المعارضة السياسية مع بداية التعددية الديمقراطية في البلاد سنة 1991، إذ انضم لجبهة "أفديك" التي أسستها مجموعة من الشخصيات المعارضة لنظام ولد الطايع، وكان من بين مؤسسي حزب "اتحاد القوى الديمقراطية"، الذي خرج منه وأسس حزب"العمل من أجل التغيير" مع مجموعة من القوميين الأفارقة، وفي سنة 2001 تم حظر الحزب لينضم لاحقا لحزب التحالف الشعبي التقدمي ويصبح رئيسا لهذا الحزب ولغاية اليوم.
دخل مسعود ولد أبو الخير نائبا في البرلمان الموريتاني في انتخابات 2001، وترأس كتلة نواب المعارضة إلى غاية حل البرلمان أغسطس/آب 2005.
وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2003 كان مسعود أول مرشح عربي أسمر لرئاسة الجمهورية، وخرج من تلك الانتخابات بنسبة 5.38% من الأصوات، بينما احتل المرتبة الرابعة في الشوط الأول من رئاسيات 2007 الماضية وذلك بحصوله على نسبة 9.80% من الأصوات في الانتخابات التي وصفت بأنها الأكثر شفافية ونزاهة في الوطن العربي وشبه المنطقة.
وفي الشوط الثاني أعلن مسعود ولد أبو الخير دعمه للمرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله، وكان موقفه حاسما في فوز ولد الشيخ عبد الله برئاسة موريتانيا وذلك في إطار اتفاق سياسي بينه توليه رئاسة البرلمان وحصول حزبه على أربع حقائب وزارية، وجملة من البنود السياسية أهمها "تجميد أو قطع العلاقات مع إسرائيل، وإصدار قانون لتجريم العبودية، وتنمية الديمقراطية في البلاد".
لم يقدم مسعود أبدا نفسه كزعيم لطائفة الحراطين، بل كزعيم عربي لكل الموريتانيين، إلا أنه ظل يثير الجدل بخطاباته النارية ضد وضع الأرقاء السابقين الذين يشكلون أكبر أحزمة الفقر في المجتمع الموريتاني ويعانون الإهمال في مناطق متعددة من البلاد.
ويرى مسعود أن هذه الشريحة بحاجة لخطة جادة لمكافحة الفقر في صفوفها وإلى قوانين تمنع استغلالها من قبل الأسياد السابقين، كما أن جيوب هذه الظاهرة بحاجة إلى قانون لتجريم العبودية وتحريم ممارستها دستوريا.
ويعتبر مسعود من أشد مناوئي العلاقات الموريتانية مع "الكيان" الصهيوني، ويعتبرها اعتداء بحق الشعب الموريتاني، وكان قد تعهد في الانتخابات الرئاسية الماضية بقطع هذه العلاقات فورا في حالة فوزه، واشترط تجميدها أو قطعها لمساندة أي من مرشحي الشوط الثاني.
وكان مسعود من بين الأطر العربية الموريتانية التي دافعت بقوة عن حقوق الأقلية الإفريقية في البلاد (16%)، وظل يدعو لعودة المبعدين الأفارقة الذين هجروا من البلاد سنة 1989 إبان الأحداث العرقية بين موريتانيا والسنغال، كما ظل يدعو إلى إعادة حقوق أسر الضباط الأفارقة الذين قتلوا أو فصلوا من الجيش خلال فترة حكم ولد الطايع.
صريح وحاد
شخصية مسعود ولد أبو الخير تميزت بخصال كثيرة بينها صراحته المطلقة، فمسعود يقول الحقيقية كما يراها ولا يناور ولا يبحث عن أغلفة لكلماته.. مسعود يقول الحق ولو على نفسه.. الدبلوماسية والمجاملة ليست من طبع مسعود.. بل الصراحة والحدة والوقوف بقوة إلى جانب رأيه.. هذه الصراحة أضرته كثيرا ولكنها كانت جواز سفره إلى نيل احترام الجميع.
في منزل مسعود تجده مشغولا أكثر بمشاكل العرب البيض (البيظان).. مسعود يعتبر نفسه عربيا ولا يقبل المزايدة على عروبته.. مسعود المسلم ملتزم بدينه.. يساريته في بداية حياته لم تخل بجانبه الديني.. مارس من اليسارية فقط دوره كعدو لدود للفقر وللظلم وللاضطهاد وللدكتاتورية..
العربي الأسمر سيصبح رئيسا لبرلمان موريتانيا في عهدها الجديد.. العهد الذي تودع فيه مساوئ عقود من الأنظمة الاستثنائية.
كانت العرب لا تحب قول "لا" في غير التشهد.. وأصبح اليوم قول "لا" مجدا سياسيا ورمزا.. موريتانيا التي تودع عهد برلمان "نعم" تختار مسعود لقيادة مؤسستها التشريعية.. مسعود صاحب أكبر جرة من "لاءات" المراحل الاستثنائية والعود الكبتوية القاتلة..
ويعتبر مسعود (64 سنة) من أوائل مثقفي "الحراطين" في موريتانيا، وبدأ حياته السياسية كمناضل يساري، وكان من بين مؤسسي "حركة الحر" في الثمانينات من القرن الماضي، ليتجه بعد ذلك تدريجيا نحو العروبة في تحالف عاطفي مثير مع الحركة الناصرية الموريتانية، وهو التحالف الذي ظل الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد الطايع يعتبره "تحالف المتطرفين" فيما اعتبره مسعود تحالف الهوية العربية والقضاء على أمراض المجتمع الموريتاني والسعي لحلول توافقية ترفع الظلم عن العبيد السابقين وتقضي على بؤر الرق بكل أشكاله.
لم يحمل مسعود ولد أبو الخير فقط مشعل تحرير العبيد السابقين في بلاده بل حمل مشعل الحرية في جميع الميادين وكان خصما عنيدا لنظام ولد الطايع، وحارب بقوة على جبهة طرد "الكيان" الصهيوني من موريتانيا وترسيخ الديمقراطية وحرية الإنسان ومحاربة الفساد ورجاله.
ومن أجل ذلك تعرض ولد أبو الخير للاعتقال والسجن، وكان عرضة لحملات سياسية وإعلامية متواصلة من نظام ولد الطايع، الذي اتهمه بالسعي لتفريق العرب الموريتانيين على أساس لونهم، والإضرار بأمن الدولة فضلا عن بقية قائمة الاتهامات المعهودة في مثل هذه الحالات.
ولد مسعود ولد أبو الخير سنة 1943 بفرع "الكتان" التابع لولاية الحوض الشرقي (1200 كلم شرقي العاصمة نواكشوط)، حيث نشأ ودرس، ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة بنواكشوط (1975) ليتخرج منها إداريا مدنيا، وشغل عدة وظائف إدارية بالداخل بينها والي ولاية، قبل أن يعين وزيرا للتنمية الريفية في حكومة ولد الطايع بداية الثمانينات قبل أن تتم إقالته دون معرفة الأسباب، ليتحول إلى المعارضة السياسية مع بداية التعددية الديمقراطية في البلاد سنة 1991، إذ انضم لجبهة "أفديك" التي أسستها مجموعة من الشخصيات المعارضة لنظام ولد الطايع، وكان من بين مؤسسي حزب "اتحاد القوى الديمقراطية"، الذي خرج منه وأسس حزب"العمل من أجل التغيير" مع مجموعة من القوميين الأفارقة، وفي سنة 2001 تم حظر الحزب لينضم لاحقا لحزب التحالف الشعبي التقدمي ويصبح رئيسا لهذا الحزب ولغاية اليوم.
دخل مسعود ولد أبو الخير نائبا في البرلمان الموريتاني في انتخابات 2001، وترأس كتلة نواب المعارضة إلى غاية حل البرلمان أغسطس/آب 2005.
وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2003 كان مسعود أول مرشح عربي أسمر لرئاسة الجمهورية، وخرج من تلك الانتخابات بنسبة 5.38% من الأصوات، بينما احتل المرتبة الرابعة في الشوط الأول من رئاسيات 2007 الماضية وذلك بحصوله على نسبة 9.80% من الأصوات في الانتخابات التي وصفت بأنها الأكثر شفافية ونزاهة في الوطن العربي وشبه المنطقة.
وفي الشوط الثاني أعلن مسعود ولد أبو الخير دعمه للمرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله، وكان موقفه حاسما في فوز ولد الشيخ عبد الله برئاسة موريتانيا وذلك في إطار اتفاق سياسي بينه توليه رئاسة البرلمان وحصول حزبه على أربع حقائب وزارية، وجملة من البنود السياسية أهمها "تجميد أو قطع العلاقات مع إسرائيل، وإصدار قانون لتجريم العبودية، وتنمية الديمقراطية في البلاد".
لم يقدم مسعود أبدا نفسه كزعيم لطائفة الحراطين، بل كزعيم عربي لكل الموريتانيين، إلا أنه ظل يثير الجدل بخطاباته النارية ضد وضع الأرقاء السابقين الذين يشكلون أكبر أحزمة الفقر في المجتمع الموريتاني ويعانون الإهمال في مناطق متعددة من البلاد.
ويرى مسعود أن هذه الشريحة بحاجة لخطة جادة لمكافحة الفقر في صفوفها وإلى قوانين تمنع استغلالها من قبل الأسياد السابقين، كما أن جيوب هذه الظاهرة بحاجة إلى قانون لتجريم العبودية وتحريم ممارستها دستوريا.
ويعتبر مسعود من أشد مناوئي العلاقات الموريتانية مع "الكيان" الصهيوني، ويعتبرها اعتداء بحق الشعب الموريتاني، وكان قد تعهد في الانتخابات الرئاسية الماضية بقطع هذه العلاقات فورا في حالة فوزه، واشترط تجميدها أو قطعها لمساندة أي من مرشحي الشوط الثاني.
وكان مسعود من بين الأطر العربية الموريتانية التي دافعت بقوة عن حقوق الأقلية الإفريقية في البلاد (16%)، وظل يدعو لعودة المبعدين الأفارقة الذين هجروا من البلاد سنة 1989 إبان الأحداث العرقية بين موريتانيا والسنغال، كما ظل يدعو إلى إعادة حقوق أسر الضباط الأفارقة الذين قتلوا أو فصلوا من الجيش خلال فترة حكم ولد الطايع.
صريح وحاد
شخصية مسعود ولد أبو الخير تميزت بخصال كثيرة بينها صراحته المطلقة، فمسعود يقول الحقيقية كما يراها ولا يناور ولا يبحث عن أغلفة لكلماته.. مسعود يقول الحق ولو على نفسه.. الدبلوماسية والمجاملة ليست من طبع مسعود.. بل الصراحة والحدة والوقوف بقوة إلى جانب رأيه.. هذه الصراحة أضرته كثيرا ولكنها كانت جواز سفره إلى نيل احترام الجميع.
في منزل مسعود تجده مشغولا أكثر بمشاكل العرب البيض (البيظان).. مسعود يعتبر نفسه عربيا ولا يقبل المزايدة على عروبته.. مسعود المسلم ملتزم بدينه.. يساريته في بداية حياته لم تخل بجانبه الديني.. مارس من اليسارية فقط دوره كعدو لدود للفقر وللظلم وللاضطهاد وللدكتاتورية..
العربي الأسمر سيصبح رئيسا لبرلمان موريتانيا في عهدها الجديد.. العهد الذي تودع فيه مساوئ عقود من الأنظمة الاستثنائية.
كانت العرب لا تحب قول "لا" في غير التشهد.. وأصبح اليوم قول "لا" مجدا سياسيا ورمزا.. موريتانيا التي تودع عهد برلمان "نعم" تختار مسعود لقيادة مؤسستها التشريعية.. مسعود صاحب أكبر جرة من "لاءات" المراحل الاستثنائية والعود الكبتوية القاتلة..
