فردي ايتان - يديعوت أحرونوت
اطلاق
النار الذي تعرضت له سفارة إسرائيل في موريتانيا يجب أن يُشعل الضوء
الأحمر في القدس. ذلك أنه منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين
الدولتين في تشرين الأول 1999، يُعتبر هذا الحادث الأخطر الذي وقع في
العاصمة نواكشوط ومن شأنه أن يتدهور الى درجة قطع العلاقات.
لقد وظفت
دولة إسرائيل جهودا كثيرة في كل المجالات من أجل الحفاظ على العلاقات مع
هذه الدولة المسلمة، العضو الكامل في جامعة الدول العربية. وإذا لم نتخذ
خطوات فورية وحاسمة، من شأننا أن نخسر ذخراً مهماً وثميناً في العالمين
العربي والاسلامي.
منذ إقامة العلاقات بإسرائيل، والتي أُحرزت بعد
عمل شاق ومضنٍ، قطعت موريتانيا علاقاتها الديبلوماسية بليبيا والعراق،
وخفضت مستوى تمثيلها الديبلوماسي مع سوريا. فقد اعتقد الرئيس الموريتاني
بأن العلاقات الكاملة بإسرائيل أفضل وأهم بالنسبة اليه، لأن القدس قادرة
على منحه مراده في ترميم بلاده وضمان الاستقرار في السلطة. كما اعتقد أنه
بفضل اللوبي اليهودي يمكنه أيضا الحصول على مساعدة معتبرة من الولايات
المتحدة وأن الأبواب ستُفتح أمامه للحصول على قروض مالية ومساهمات. في
المقابل، تعهد بمساعدتنا على اتخاذ قرارات معتدلة في الجامعة العربية
وتأييد عملية السلام.
إن القرار الشجاع الذي اتخذته موريتانيا بإقامة
علاقات بالقدس، تسبب في عزلتها بالعالم العربي وإلى برودة في العلاقات
بفرنسا، الحليفة الدائمة لها. وفي نهاية التسعينيات، بدأت تُنسج علاقات
ضخمة بين الدولتين، حيث استثمرت إسرائيل جهدا كبيرا في المجال الزراعي
والصحي بشكل خاص. وقد تلقى آلاف الموريتانيين مساعدة طبية على يد أطباء
عيون إسرائيليين.
لكن منذ تلك الفترة انقضت عشر سنوات غالية. الكثير
من الوعود لم تُنفذ، بما في ذلك تلك التي أُعطيت أكثر من مرة على يد وزراء
الخارجية الإسرائيليين، ومن بينها التعهد بإنشاء مستشفى لتشخيص وعلاج مرض
السرطان. لكن إسرائيل لم تف بكلمتها، على الرغم من أن الموريتانيين توقعوا
كثيرا وفاءها. ومن الناحية الاقتصادية، كان يُفترض بنا المساهمة في مجال
العلم والتجهيزات لمجال الزراعة، لكن عددا من الشركات الإسرائيلية لم
تستوفِ المعايير ولم تقم بالمطلوب منها.
في أعقاب التسويف الطويل نشأ
انطباع مبرر مفاده أن دولة إسرائيل ليست صادقة، ولا تفعل ما يكفي لا بل
تستخف بموريتانيا. ففي وزراة الخارجية لم يكن من السهل العثور ولو على
متطوع واحد يخدم في هذه الدولة الصعبة، وكان ثمة صعوبة كبيرة في ايجاد
سفير دائم ومناسب.
ومع ذلك، إسرائيل ملزمة تنفيذ وعودها وإدارة سياسة
خارجية واضحة ومكثفة مع غالبية الدول في العالم، القريبة والبعيدة،
الفقيرة والغنية. فالقيم اليهودية تعلمنا أنه يتعين مساعدة الأُناس الذين
هم في ضائقة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بدولة بأكملها.
للأسف الشديد،
وتحديدا بعد أن نجحنا في تحويل دولة عدوة عربية وإسلامية الى دولة صديقة،
ها نحن نتسبب بتزايد الكراهية تجاهنا، ونحن نفعل ذلك بأيدينا. فالمعارضة
المحلية تصرخ، وهي ستثُبت من دون صعوبة أن موريتانيا لم تستفد شيئا دهرياً
وايجابياً جراء إقامة العلاقات بـ "العدو الصهيوني". هذا الأمر سيردع
دولاً أُخرى مثل المغرب وتونس عن استئناف العلاقات بنا. بغية الخروج من
هذه الورطة، يتعين علينا أولاً تنفيذ وعودنا وتعزيز العلاقات الثنائية من
خلال خطوات لبناء الثقة على مستوى
اطلاق
النار الذي تعرضت له سفارة إسرائيل في موريتانيا يجب أن يُشعل الضوء
الأحمر في القدس. ذلك أنه منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين
الدولتين في تشرين الأول 1999، يُعتبر هذا الحادث الأخطر الذي وقع في
العاصمة نواكشوط ومن شأنه أن يتدهور الى درجة قطع العلاقات.
لقد وظفت
دولة إسرائيل جهودا كثيرة في كل المجالات من أجل الحفاظ على العلاقات مع
هذه الدولة المسلمة، العضو الكامل في جامعة الدول العربية. وإذا لم نتخذ
خطوات فورية وحاسمة، من شأننا أن نخسر ذخراً مهماً وثميناً في العالمين
العربي والاسلامي.
منذ إقامة العلاقات بإسرائيل، والتي أُحرزت بعد
عمل شاق ومضنٍ، قطعت موريتانيا علاقاتها الديبلوماسية بليبيا والعراق،
وخفضت مستوى تمثيلها الديبلوماسي مع سوريا. فقد اعتقد الرئيس الموريتاني
بأن العلاقات الكاملة بإسرائيل أفضل وأهم بالنسبة اليه، لأن القدس قادرة
على منحه مراده في ترميم بلاده وضمان الاستقرار في السلطة. كما اعتقد أنه
بفضل اللوبي اليهودي يمكنه أيضا الحصول على مساعدة معتبرة من الولايات
المتحدة وأن الأبواب ستُفتح أمامه للحصول على قروض مالية ومساهمات. في
المقابل، تعهد بمساعدتنا على اتخاذ قرارات معتدلة في الجامعة العربية
وتأييد عملية السلام.
إن القرار الشجاع الذي اتخذته موريتانيا بإقامة
علاقات بالقدس، تسبب في عزلتها بالعالم العربي وإلى برودة في العلاقات
بفرنسا، الحليفة الدائمة لها. وفي نهاية التسعينيات، بدأت تُنسج علاقات
ضخمة بين الدولتين، حيث استثمرت إسرائيل جهدا كبيرا في المجال الزراعي
والصحي بشكل خاص. وقد تلقى آلاف الموريتانيين مساعدة طبية على يد أطباء
عيون إسرائيليين.
لكن منذ تلك الفترة انقضت عشر سنوات غالية. الكثير
من الوعود لم تُنفذ، بما في ذلك تلك التي أُعطيت أكثر من مرة على يد وزراء
الخارجية الإسرائيليين، ومن بينها التعهد بإنشاء مستشفى لتشخيص وعلاج مرض
السرطان. لكن إسرائيل لم تف بكلمتها، على الرغم من أن الموريتانيين توقعوا
كثيرا وفاءها. ومن الناحية الاقتصادية، كان يُفترض بنا المساهمة في مجال
العلم والتجهيزات لمجال الزراعة، لكن عددا من الشركات الإسرائيلية لم
تستوفِ المعايير ولم تقم بالمطلوب منها.
في أعقاب التسويف الطويل نشأ
انطباع مبرر مفاده أن دولة إسرائيل ليست صادقة، ولا تفعل ما يكفي لا بل
تستخف بموريتانيا. ففي وزراة الخارجية لم يكن من السهل العثور ولو على
متطوع واحد يخدم في هذه الدولة الصعبة، وكان ثمة صعوبة كبيرة في ايجاد
سفير دائم ومناسب.
ومع ذلك، إسرائيل ملزمة تنفيذ وعودها وإدارة سياسة
خارجية واضحة ومكثفة مع غالبية الدول في العالم، القريبة والبعيدة،
الفقيرة والغنية. فالقيم اليهودية تعلمنا أنه يتعين مساعدة الأُناس الذين
هم في ضائقة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بدولة بأكملها.
للأسف الشديد،
وتحديدا بعد أن نجحنا في تحويل دولة عدوة عربية وإسلامية الى دولة صديقة،
ها نحن نتسبب بتزايد الكراهية تجاهنا، ونحن نفعل ذلك بأيدينا. فالمعارضة
المحلية تصرخ، وهي ستثُبت من دون صعوبة أن موريتانيا لم تستفد شيئا دهرياً
وايجابياً جراء إقامة العلاقات بـ "العدو الصهيوني". هذا الأمر سيردع
دولاً أُخرى مثل المغرب وتونس عن استئناف العلاقات بنا. بغية الخروج من
هذه الورطة، يتعين علينا أولاً تنفيذ وعودنا وتعزيز العلاقات الثنائية من
خلال خطوات لبناء الثقة على مستوى