بريطانيا: التصويت ينهي معاناة الجالية المسلمة ويحول كنيسة إلى جامع
كليثروي (انجلترا): جين بيرليز *
في ليلة باردة هذا الشتاء صوتت هذه المدينة المحتفظة بنقائها الأصلي والواقعة في الريف البريطاني للسماح بتحويل كنيسة مسيحية الى جامع. وسجل التصويت من جانب السلطات البلدية نهاية لصراع مرير من جانب الأقلية المسلمة من أجل اقامة مكان للعبادة، وهو ما يضع جامعا مكان كنيسة كانت قد استخدمت كمصنع منذ ان اضمحلت جماعة المصلين فيها قبل 40 عاما.
واكدت المعركة عدم ارتياح بريطانيا من اقليتها المسلمة وخصوصا تسرب الخلايا الارهابية بين صفوف المتدينين الذي يتحدى تدينهم الاتجاه العلماني السائد في بريطانيا.
وقد تستمر بريطانيا على اعتبار نفسها بلدا مسيحيا، ولكن عدد المصلين المسلمين قد يتجاوز عدد الذاهبين الى الكنائس خلال عقود عدة وفقا لدراسة حديثة قامت بها «كريستيان ريسيرتش»، وهي منظمة متخصصة في توثيق حالة المسيحية في بريطانيا.
ومما يلفت الأنظار اكثر من السابق في قاعات السلطة وأحياء الطبقة العاملة أن مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، أي حوالي 2.7 في المائة من السكان، كانوا ذات يوم بعيدين وغرباء وباتوا واثقين من أنفسهم على نحو متزايد. وفي كليثروي يشارك في الصراع اخصائيون شباب من اصول باكستانية. وقال شيراز ارشد (31 عاما)، وهو زعيم المسلمين هنا، وكانت اصداء صوته تتردد في ارجاء الكنيسة الفارغة التي ستضم جامعا «كنا نحاول الحصول على مكان للعبادة منذ 30 عاما. انه مكان مناسب فهو كنيسة. وهو شيء رمزي من الناحية الفعلية، حيث تتجمع الأديان». وكليثروي، التي يبلغ عدد سكانها 14500 نسمة وفيها كنيسة انغليكانية تأسست عام 1122، تقع في منطقة لانكشاير في الشمال. ويحب الناس هنا التفكير بأنهم يمثلون العائق الخير أمام الجوامع التي اصبحت من سمات المدن الصناعية المحيطة. ولكن كليثروي لم تراهن على تصميم أرشد، مدير المشاريع في بريتش ايروسبيس، فهو المولود في بريطانيا لمحمد ارشد الذي جاء الى كليثروي من راولبندي عام 1965 للعمل في اشغال الاسمنت في ضواحي المدينة. وعندما توفي والده عام 2000 تاركا مساعيه من اجل اقامة جامع للمسلمين الذين يقرب عددهم من 300 شخص اخذ ابنه هذا التحدي.
وقال ارشد «فكرت بأنه لماذا يجب ان أعامل على نحو اقل، فربع راتبي يذهب كضريبة أيضا، وقد اندفعت باتجاه اقامة الجامع».
وقد واجهت قضية اقامة الجامع صعوبات وعوائق كثيرة، وكانت هناك خشية من تزايد عدد ونشاط المسلمين في المدينة.
غير أن أرشد قرر أن يجسد حقيقة كونه مسلما معتدلا يمكن أن يشارك في كل شؤون المدينة. وشكل جماعة بيفر سكاوتس التي أحيت الكثير من المناسبات الدينية بما فيها العام الجديد بالنسبة لليهود والطاويين. كما أسس مركز «المدينة» التعليمي الاسلامي، واقنع المجلس البلدي المحلي للجماعة بترؤس لجنة أساسية، ونظم سلسلة من المحاضرات حول النزاعات في العالم وقد اجتذبت عددا من الأكاديميين الهامين.
وإفراد الكنيسة باعتبارها مكانا للعبادة في سجلات تخطيط المدن ساعد على النجاح، حسبما قال جفري جاكسون الرئيس التنفيذي لـ«ترينيتي بارتنرشب» وهي وكالة مختصة بالضمان الاجتماعي وهو من الميثوديين الذين دعموا أرشد، لذلك كان تصرف أرشد. كما قال جاكسون الذي أضاف: «إنه شخص متفوق مع لهجة لانكشاير، وولد وترعرع هنا وتعلم في مدرسة كليثروي النموذجية».
لكن الصراع لم ينته بعد، فتح التصويت الرسمي هناك نهرا من النقمة بين أولئك الذين يخافون من بروز أنماط أوسع في بريطانيا، وإحدى علامات التوتر كان تحطم نوافذ الكنيسة.
وقال السائق روبرت كاي «كانت هناك معارضة قوية جدا، فالناس الذين مع فتح مسجد هم أولئك الذين لن تكون أبواب بيوتهم بالقرب منه».
وكانت كنيسة «جبل صهيون» الميثودية قد تحولت إلى مصنع لإنتاج أغطية الشعر لتصديرها إلى الشرق الأوسط خلال الستينات حينما بدأ الذهاب إلى الكنائس بالتقلص.
كليثروي (انجلترا): جين بيرليز *
في ليلة باردة هذا الشتاء صوتت هذه المدينة المحتفظة بنقائها الأصلي والواقعة في الريف البريطاني للسماح بتحويل كنيسة مسيحية الى جامع. وسجل التصويت من جانب السلطات البلدية نهاية لصراع مرير من جانب الأقلية المسلمة من أجل اقامة مكان للعبادة، وهو ما يضع جامعا مكان كنيسة كانت قد استخدمت كمصنع منذ ان اضمحلت جماعة المصلين فيها قبل 40 عاما.
واكدت المعركة عدم ارتياح بريطانيا من اقليتها المسلمة وخصوصا تسرب الخلايا الارهابية بين صفوف المتدينين الذي يتحدى تدينهم الاتجاه العلماني السائد في بريطانيا.
وقد تستمر بريطانيا على اعتبار نفسها بلدا مسيحيا، ولكن عدد المصلين المسلمين قد يتجاوز عدد الذاهبين الى الكنائس خلال عقود عدة وفقا لدراسة حديثة قامت بها «كريستيان ريسيرتش»، وهي منظمة متخصصة في توثيق حالة المسيحية في بريطانيا.
ومما يلفت الأنظار اكثر من السابق في قاعات السلطة وأحياء الطبقة العاملة أن مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، أي حوالي 2.7 في المائة من السكان، كانوا ذات يوم بعيدين وغرباء وباتوا واثقين من أنفسهم على نحو متزايد. وفي كليثروي يشارك في الصراع اخصائيون شباب من اصول باكستانية. وقال شيراز ارشد (31 عاما)، وهو زعيم المسلمين هنا، وكانت اصداء صوته تتردد في ارجاء الكنيسة الفارغة التي ستضم جامعا «كنا نحاول الحصول على مكان للعبادة منذ 30 عاما. انه مكان مناسب فهو كنيسة. وهو شيء رمزي من الناحية الفعلية، حيث تتجمع الأديان». وكليثروي، التي يبلغ عدد سكانها 14500 نسمة وفيها كنيسة انغليكانية تأسست عام 1122، تقع في منطقة لانكشاير في الشمال. ويحب الناس هنا التفكير بأنهم يمثلون العائق الخير أمام الجوامع التي اصبحت من سمات المدن الصناعية المحيطة. ولكن كليثروي لم تراهن على تصميم أرشد، مدير المشاريع في بريتش ايروسبيس، فهو المولود في بريطانيا لمحمد ارشد الذي جاء الى كليثروي من راولبندي عام 1965 للعمل في اشغال الاسمنت في ضواحي المدينة. وعندما توفي والده عام 2000 تاركا مساعيه من اجل اقامة جامع للمسلمين الذين يقرب عددهم من 300 شخص اخذ ابنه هذا التحدي.
وقال ارشد «فكرت بأنه لماذا يجب ان أعامل على نحو اقل، فربع راتبي يذهب كضريبة أيضا، وقد اندفعت باتجاه اقامة الجامع».
وقد واجهت قضية اقامة الجامع صعوبات وعوائق كثيرة، وكانت هناك خشية من تزايد عدد ونشاط المسلمين في المدينة.
غير أن أرشد قرر أن يجسد حقيقة كونه مسلما معتدلا يمكن أن يشارك في كل شؤون المدينة. وشكل جماعة بيفر سكاوتس التي أحيت الكثير من المناسبات الدينية بما فيها العام الجديد بالنسبة لليهود والطاويين. كما أسس مركز «المدينة» التعليمي الاسلامي، واقنع المجلس البلدي المحلي للجماعة بترؤس لجنة أساسية، ونظم سلسلة من المحاضرات حول النزاعات في العالم وقد اجتذبت عددا من الأكاديميين الهامين.
وإفراد الكنيسة باعتبارها مكانا للعبادة في سجلات تخطيط المدن ساعد على النجاح، حسبما قال جفري جاكسون الرئيس التنفيذي لـ«ترينيتي بارتنرشب» وهي وكالة مختصة بالضمان الاجتماعي وهو من الميثوديين الذين دعموا أرشد، لذلك كان تصرف أرشد. كما قال جاكسون الذي أضاف: «إنه شخص متفوق مع لهجة لانكشاير، وولد وترعرع هنا وتعلم في مدرسة كليثروي النموذجية».
لكن الصراع لم ينته بعد، فتح التصويت الرسمي هناك نهرا من النقمة بين أولئك الذين يخافون من بروز أنماط أوسع في بريطانيا، وإحدى علامات التوتر كان تحطم نوافذ الكنيسة.
وقال السائق روبرت كاي «كانت هناك معارضة قوية جدا، فالناس الذين مع فتح مسجد هم أولئك الذين لن تكون أبواب بيوتهم بالقرب منه».
وكانت كنيسة «جبل صهيون» الميثودية قد تحولت إلى مصنع لإنتاج أغطية الشعر لتصديرها إلى الشرق الأوسط خلال الستينات حينما بدأ الذهاب إلى الكنائس بالتقلص.