موفق محادين
موريتانيا ولبنان ..
(10/2/2008)
موريتانيا ولبنان من البلدان العربية الصغيرة بالسكان والموارد .. ومع ذلك
فهما تختصران الامة من المحيط الى الخليج وتشكلان كتلتها الحيوية وقلبها
الذي ينبض بالحرية ..
سياسيا, فأول تجربة ديمقراطية حقيقية لعرب العقود الاخيرة, خرجت من
موريتانيا .. واول تجربة مقاومة تلحق الهزيمة بالعدو الصهيوني, خرجت من
لبنان ...
اجتماعيا واذا اخذنا المقياس الدولي لمستوى نضوج الوعي المدني وهو الموقف
من المرأة, فلم تحقق المرأة العربية حضورا مدنيا وسياسيا كما حققته في
موريتانيا ولبنان, ولم يكن جزءا من (الموضة) الدولية والرسمية بل كان جزءا
من الحراك الاجتماعي - الشعبي ..
ثقافيا, اذا كانت موريتانيا معروفة باسم بلد الشعراء, فقد كان لبنان ولا
يزال عاصمة العرب الثقافية كل الاعوام ويكفي لبنان واللبنانيين انهم قدموا
للعرب بل وللعالم ايضا فيروز والرحابنة وفيلمون وهبي ووديع الصافي وزكي
ناصيف وميشيل طراد ومئات الشعراء والمفكرين والمبدعين ورواد الصحافة
والمطابع من القرن التاسع عشر وحتى الآن ..
ايضا, فإن العلاقة بين صحراء موريتانيا وساحل لبنان البحري علاقة اعمق من
المفارقات الساذجة الشائعة بين الصحراء والبحر .. فهما ابناء الليل والنار
والاقمار والمغامرات والقوافل ..
سيكولوجيا واحدة وطقوس تكشف عن وحدتها في التراث الشعبي لايقاعات الموج
والرمل .. وليس مصادفة ان يكون المغامرون اللبنانيون الاكثر حظا في غرب
افريقيا وعلى امتداد طرق التجارة القديمة جنوب الصحراء الكبرى ..
وبالمحصلة, اذا كان محتما على بلد تنتج فيروز والرحابنة والمطابع والصحف
العربية الاولى, ان تنتج حزب الله والسيد حسن نصرالله وموقفا شعبيا ضد
دولة العدو الصهيوني وكل اشكال التعايش معه, فمن المحتم على بلد نصفه من
الشعراء ان لا يتحمل الاستبداد طويلا وان يلقن العرب الآخرين ألف باء
الديمقراطية وان لا ينام فيه سفير دولة العدو الموروث من النظام
الاستبدادي السابق, ليلة واحدة في غرفة واحدة ..
أيها اللبنانيون .. أيها الموريتانيون .. لا ترسانات ولا جنرالات معصومون
لديكم ولا نفط ولا عشرات الملايين يغطون في سبات طويل .. ويكفيكم اغانيكم
واشعاركم وحرياتكم, تارة في صناديق الاقتراع في ارض الرمل البعيد, وتارة
على حد السيوف في الجنوب.
موريتانيا ولبنان ..
(10/2/2008)
موريتانيا ولبنان من البلدان العربية الصغيرة بالسكان والموارد .. ومع ذلك
فهما تختصران الامة من المحيط الى الخليج وتشكلان كتلتها الحيوية وقلبها
الذي ينبض بالحرية ..
سياسيا, فأول تجربة ديمقراطية حقيقية لعرب العقود الاخيرة, خرجت من
موريتانيا .. واول تجربة مقاومة تلحق الهزيمة بالعدو الصهيوني, خرجت من
لبنان ...
اجتماعيا واذا اخذنا المقياس الدولي لمستوى نضوج الوعي المدني وهو الموقف
من المرأة, فلم تحقق المرأة العربية حضورا مدنيا وسياسيا كما حققته في
موريتانيا ولبنان, ولم يكن جزءا من (الموضة) الدولية والرسمية بل كان جزءا
من الحراك الاجتماعي - الشعبي ..
ثقافيا, اذا كانت موريتانيا معروفة باسم بلد الشعراء, فقد كان لبنان ولا
يزال عاصمة العرب الثقافية كل الاعوام ويكفي لبنان واللبنانيين انهم قدموا
للعرب بل وللعالم ايضا فيروز والرحابنة وفيلمون وهبي ووديع الصافي وزكي
ناصيف وميشيل طراد ومئات الشعراء والمفكرين والمبدعين ورواد الصحافة
والمطابع من القرن التاسع عشر وحتى الآن ..
ايضا, فإن العلاقة بين صحراء موريتانيا وساحل لبنان البحري علاقة اعمق من
المفارقات الساذجة الشائعة بين الصحراء والبحر .. فهما ابناء الليل والنار
والاقمار والمغامرات والقوافل ..
سيكولوجيا واحدة وطقوس تكشف عن وحدتها في التراث الشعبي لايقاعات الموج
والرمل .. وليس مصادفة ان يكون المغامرون اللبنانيون الاكثر حظا في غرب
افريقيا وعلى امتداد طرق التجارة القديمة جنوب الصحراء الكبرى ..
وبالمحصلة, اذا كان محتما على بلد تنتج فيروز والرحابنة والمطابع والصحف
العربية الاولى, ان تنتج حزب الله والسيد حسن نصرالله وموقفا شعبيا ضد
دولة العدو الصهيوني وكل اشكال التعايش معه, فمن المحتم على بلد نصفه من
الشعراء ان لا يتحمل الاستبداد طويلا وان يلقن العرب الآخرين ألف باء
الديمقراطية وان لا ينام فيه سفير دولة العدو الموروث من النظام
الاستبدادي السابق, ليلة واحدة في غرفة واحدة ..
أيها اللبنانيون .. أيها الموريتانيون .. لا ترسانات ولا جنرالات معصومون
لديكم ولا نفط ولا عشرات الملايين يغطون في سبات طويل .. ويكفيكم اغانيكم
واشعاركم وحرياتكم, تارة في صناديق الاقتراع في ارض الرمل البعيد, وتارة
على حد السيوف في الجنوب.