إشكالية الاندماج ومعضلة "التعددية الثقافية" التي تتغنى بها المجتمعات الأوروبية إشكالية متجددة وتبقى على المحك دوما، لاسيما مع أي حادثة أو أزمة متفجرة بين تلك المجتمعات المضيفة والمهاجرين، كالذي حدث مؤخرا في الرسوم المسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، أو وقوع تفجيرات هنا أو هناك.
لذا انشغلت الأوساط المحلية والأوروبية بإيجاد الوسائل لردم الهوة بين ثقافات الدول المضيفة والمهاجرين، وبناء مجتمع متجانس يقر بوجود الآخر مع احترام خصوصية كل فرد في المجتمع، وتحقيق المصطلح "مجتمع متعدد الثقافات" قدر المستطاع.
وضمن الإسهامات الحضارية التي تسعى لها مؤسسات مدنية بالغرب لبناء مجتمع متعدد الثقافات أو لتحقيق الهدف المرغوب في أن يكون الواقع قريبا منه على الأقل هو مشروع مؤسسة "دنيا المحبة" السودية ”Spiritus Mundi” في مدينة مالمو ثالث كبرى مدن السويد، التي توظف فيه الفن والغناء لبناء الجسور مع العالمين العربي والإسلامي.
ويقول هنريك ميليوس صاحب الفكرة إن في مدينة مالمو تعيش مجموعات مهاجرة قادمة من كل بقاع الأرض، ورغم أن هذا الخليط البشري غني بثقافته، إلا أنه تحد عظيم وإشكالية تناقشها وسائل الإعلام بشكل خاص، ما يخلق حواجز وسوء تفاهم وتخوف لدى الجميع.
هنريك صاحب فكرة بناء الجسور(الجزيرة نت)
وأوضح ميليوس -وهو فنان وموسيقار- للجزيرة نت أن مؤسسته تقوم بمشروع يدور موضوعه حول إقامة لقاءات ثقافية فنية متعددة بين هذه المجموعات البشرية، لتحقيق الهدف الرامي إلى خلق أجواء يسودها التفاهم بين العالم الغربي والعالم العربي، وذلك من خلال استثمار الموسيقى والفن، مؤكدا أن الموسيقى لغة عالمية ليس لها حدود، ومرآة تعكس روح محاسن الثقافة، كما أن لها قدرة على التوحيد بين الثقافات البشرية وخلق تعبيرات جديدة.
وقال "بدأنا ببرنامج الثقافة المتطورة وتوسيع نطاقها، ونظمنا لترسيخ هذه الأهداف مهرجانات فنية، بدأت تتطور وتؤتي ثمارها بشكل ملموس".
الثقافة والأطفال
القائمون على المشروع وهم 26 شخصا لم يكتفوا بالغناء والرقص لاحتواء المهاجرين من العالم العربي والإسلامي، أو بناء جسور بينهم وبين مجتمعاتهم الجديدة، بل سعوا إلى تثقيف أنفسهم بتاريخ الإسلام والثقافة واللغة العربية، وتنظيم زيارات ميدانية قامت بها المؤسسة لعدة دول عربية، وذلك كي يسهل عليهم معرفة جوهر وقوة الثقافة وبالتالي نقل صورة مغايرة للصورة السائدة في الإعلام الغربي، حسب قوله.
تهتم مؤسسة "دنيا المحبة" في برامجها بمختلف الشرائح العمرية، وتولي اهتماما كبيرا بالأطفال نواة المستقبل لتأسيس قيم مجتمع متعدد الثقافات لديهم منذ نعومة أظافرهم، وتستغل المؤسسة الغناء لتقريب تلك الثقافات الجديدة وزرع بذورها لتلك الفئة المهمة بالمجتمع.
وتقوم بتنظيم زيارات من مدارس المدينة للمؤسسة وإقامة حفل غنائي لهم، واصدار ألبومات فنية باشراف فنانين متخصصين، وعلاوة على ذلك تقوم بتنظيم زيارات متبادلة لأطفال من السويد للعالم العربي والعكس وإقامة حفلات فنية وغنائية.
من جانبه أكد فلاح صبار -موسيقار وفنان من مؤسسي مؤسسة دنيا المحبة- أن المشروع الثقافي يهتم ببناء جسور بين السويديين والمجتمع العربي والإسلامي في مدينة مالمو أولا التي يشكل نسبة الأجانب فيها أكثر من ثلث سكانها.
طفلة سويدية تشارك في دنيا المحبة (الجزيرة نت)
وقال صبار للجزيرة نت إن عملهم بدأ منذ أربع سنوات، وإنه يحقق نجاحا كبيرا، ويأمل بأن يفيد الأوروبيون من فكرتهم وتوظيف الفن أو العلم لتحقيق الاندماج بشكل حضاري وتحسين صورة العرب والمسلمين على صورة مغايرة لما يسود بالإعلام الغربي.
ويؤكد أنه يقوم مع الفنانين زملائه من استحداث أو صياغة موسيقى تنطلق من أصالة الفن العربي والإسلامي، ومزجها بالفن الأوروبي، ليتشكل بذلك فن متميز ومقبول لدى كل الأذواق، وأن هذا الفن لقي استحسانا عندما عرض في الإمارات والبحرين وسلطنة عمان وغيرها.
وأوضح أن سياسة الاندماج كما يفهمها ألا "تنزع وتجرد نفسك من قيمك وأفكارك، ولكن كيف تتعايش مع المجتمع الذي تعيش فيه وتحترمه وتكسب احترامه دونما تنازل
لذا انشغلت الأوساط المحلية والأوروبية بإيجاد الوسائل لردم الهوة بين ثقافات الدول المضيفة والمهاجرين، وبناء مجتمع متجانس يقر بوجود الآخر مع احترام خصوصية كل فرد في المجتمع، وتحقيق المصطلح "مجتمع متعدد الثقافات" قدر المستطاع.
وضمن الإسهامات الحضارية التي تسعى لها مؤسسات مدنية بالغرب لبناء مجتمع متعدد الثقافات أو لتحقيق الهدف المرغوب في أن يكون الواقع قريبا منه على الأقل هو مشروع مؤسسة "دنيا المحبة" السودية ”Spiritus Mundi” في مدينة مالمو ثالث كبرى مدن السويد، التي توظف فيه الفن والغناء لبناء الجسور مع العالمين العربي والإسلامي.
ويقول هنريك ميليوس صاحب الفكرة إن في مدينة مالمو تعيش مجموعات مهاجرة قادمة من كل بقاع الأرض، ورغم أن هذا الخليط البشري غني بثقافته، إلا أنه تحد عظيم وإشكالية تناقشها وسائل الإعلام بشكل خاص، ما يخلق حواجز وسوء تفاهم وتخوف لدى الجميع.
هنريك صاحب فكرة بناء الجسور(الجزيرة نت)
وأوضح ميليوس -وهو فنان وموسيقار- للجزيرة نت أن مؤسسته تقوم بمشروع يدور موضوعه حول إقامة لقاءات ثقافية فنية متعددة بين هذه المجموعات البشرية، لتحقيق الهدف الرامي إلى خلق أجواء يسودها التفاهم بين العالم الغربي والعالم العربي، وذلك من خلال استثمار الموسيقى والفن، مؤكدا أن الموسيقى لغة عالمية ليس لها حدود، ومرآة تعكس روح محاسن الثقافة، كما أن لها قدرة على التوحيد بين الثقافات البشرية وخلق تعبيرات جديدة.
وقال "بدأنا ببرنامج الثقافة المتطورة وتوسيع نطاقها، ونظمنا لترسيخ هذه الأهداف مهرجانات فنية، بدأت تتطور وتؤتي ثمارها بشكل ملموس".
الثقافة والأطفال
القائمون على المشروع وهم 26 شخصا لم يكتفوا بالغناء والرقص لاحتواء المهاجرين من العالم العربي والإسلامي، أو بناء جسور بينهم وبين مجتمعاتهم الجديدة، بل سعوا إلى تثقيف أنفسهم بتاريخ الإسلام والثقافة واللغة العربية، وتنظيم زيارات ميدانية قامت بها المؤسسة لعدة دول عربية، وذلك كي يسهل عليهم معرفة جوهر وقوة الثقافة وبالتالي نقل صورة مغايرة للصورة السائدة في الإعلام الغربي، حسب قوله.
تهتم مؤسسة "دنيا المحبة" في برامجها بمختلف الشرائح العمرية، وتولي اهتماما كبيرا بالأطفال نواة المستقبل لتأسيس قيم مجتمع متعدد الثقافات لديهم منذ نعومة أظافرهم، وتستغل المؤسسة الغناء لتقريب تلك الثقافات الجديدة وزرع بذورها لتلك الفئة المهمة بالمجتمع.
وتقوم بتنظيم زيارات من مدارس المدينة للمؤسسة وإقامة حفل غنائي لهم، واصدار ألبومات فنية باشراف فنانين متخصصين، وعلاوة على ذلك تقوم بتنظيم زيارات متبادلة لأطفال من السويد للعالم العربي والعكس وإقامة حفلات فنية وغنائية.
من جانبه أكد فلاح صبار -موسيقار وفنان من مؤسسي مؤسسة دنيا المحبة- أن المشروع الثقافي يهتم ببناء جسور بين السويديين والمجتمع العربي والإسلامي في مدينة مالمو أولا التي يشكل نسبة الأجانب فيها أكثر من ثلث سكانها.
طفلة سويدية تشارك في دنيا المحبة (الجزيرة نت)
وقال صبار للجزيرة نت إن عملهم بدأ منذ أربع سنوات، وإنه يحقق نجاحا كبيرا، ويأمل بأن يفيد الأوروبيون من فكرتهم وتوظيف الفن أو العلم لتحقيق الاندماج بشكل حضاري وتحسين صورة العرب والمسلمين على صورة مغايرة لما يسود بالإعلام الغربي.
ويؤكد أنه يقوم مع الفنانين زملائه من استحداث أو صياغة موسيقى تنطلق من أصالة الفن العربي والإسلامي، ومزجها بالفن الأوروبي، ليتشكل بذلك فن متميز ومقبول لدى كل الأذواق، وأن هذا الفن لقي استحسانا عندما عرض في الإمارات والبحرين وسلطنة عمان وغيرها.
وأوضح أن سياسة الاندماج كما يفهمها ألا "تنزع وتجرد نفسك من قيمك وأفكارك، ولكن كيف تتعايش مع المجتمع الذي تعيش فيه وتحترمه وتكسب احترامه دونما تنازل